recent
أبحر معنا

مسرحية - بلا نظارات الحياة أفضل/ Play - No Glasses Life is Better - اللوحات / Paintings- النص/ رحيل-leave

Play - No Glasses Life is Better

رحيل

 

رحيل

 leave
(النص) 


 

-     لوحة: موت الجد والتزوير
الخشبة مظلمة، يتركّز الضوء على بقعة واحدة فيها سرير ينام عليه شيخ طاعن في السن، وحوله  ابنيه الأكبر يمسك بيده، ويجلس على الأرض (على ركبتيه) والثاني واقف عند قدميه... وامرأتان بالقرب منه...
يقول الشيخ:
أظن أنني سأودعكم الليلة.
يرد الأكبر: لا تقل هذا أنت بخير، وستصبح أفضل.
يرد الشيخ: لا .. أظنها النهاية أشعر بذلك(يتنهّد بعمق).
يقول الأخ الواقف: لا تجهد نفسك بالكلام استرح وفي الصباح قل ما شئت.
يرد الشيخ: الموت لا يخيفني... يخيفني شقاقكم.. صراعكم..
يقول الواقف: كان ذلك في الماضي يا أبي نحن الآن أفضل ..
يقول الأكبر وهو ينظر إلى أخيه: لا تقلق يا أبتي لن نتصارع سنكون يدا واحدة..
يقول الشيخ: أخوكما المغترب حقه في رقبتكما.. ابحثا عنه... سأموت ولن أراه... (يمسك يد ابنه الأكبر بقوة ويهزها ويواصل الكلام).. أنت تفهمني.
يرد الأكبر: أنا أعمل على البحث عنه منذ فترة... سأعثر عليه... وستراه إن شاء الله...
يقول الشيخ: إيه ... للأسف لا يمكننا الحصول على ما نريد.. هذا حال الدنيا...
ويتنهد ويواصل كلامه وهو يبحث برأسه: أين الغالية (يقصد زوجة ابنه الأكبر وابنة حبيبته القديمة) ..
تتقدّم نحوه وتقول: أنا هنا يا عمي..
ينهض زوجها ويبتعد وتتقدّم نحوه
يقول: يجب أن تحافظي على زوجك ووحدة العائلة...
تقول: اطمئن يا عم..
ثم يلتفت لزوجها وأخيه ويقول: عليكم جميعا الحفاظ على الغالية هي أجمل شيء حصل في حياتي لا تغضبوها...
يقول الأكبر: لا تقلق يا أبي..
يقول الأصغر: هي أمانة...
ترد المرأة الأخرى وتبدو أنها زوجه الأصغر(وهي مضطربة ويبدو عليها الغضب): يجب علينا المغادرة الشيخ متعب لنتركه يستريح...
يقول الشيخ: لا تتركوني ...لأني من سيترككم قريبا سأوصيكم على الأرض..
يرد الأصغر: لا يا أبي ستكون بخير......
يقول الشيخ: اصمت .. أعرف ما أقول الأرض والمصنع لأخيك يديرهما وهو المسؤول عنهما... تعلم لولاه لما طوّرنا عملنا... في زمن تركتني فيه..
يقول الأصغر: كان هذا من زمن يا أبي.. تجاوزنا الأمر الآن..
يقول الشيخ: التاريخ لا ينسى... ولأخيك كل الحق...
يقول الأكبر: لا تقل هذا يا أبي نحن معا وهذا أخي مهما حدث... وسيظل المصنع والأرض عامرين بنا وبأخينا عندما يعود...
يقول الشيخ: بوركت يا ولدي... أظن أنني سأرحل وأنا مستريح... فحقك معك... أنت تفهمني (يومئ برأسه وكأن بينه وبين الأكبر سرا) .... عليك بأخوتك... وصيّتي تحت الوسادة..
يقول الأكبر: أعرف أبي لا تقلق استرح ولا تُجهد نفسك....
في هذه اللحظات يبدو الاضطراب على الأخ الأصغر وزوجته التي تحاول دفعه للكلام دون جدوى...
في هذه اللحظات يقول الشيخ للأكبر وزوجته اقتربا...
فيقتربا منه يمسك بيديهما ويضمهما وهو يبتسم لتودع روحه الجسد يقول الأكبر مذعورا: أبي أبي....
تقول الغالية: عمي... لا ... لا يمكن
يقول الأصغر في ذعر : ماذا حدث؟...
تقول زوجته: أظنه مات أخيرا...
يقول الأصغر: أبي ...
يقول الأكبر: وهو يغمض عيني الشيخ:
اللهم ارحمه....
تبكي الغالية وهي تقول: من لنا بعدك....
يقومون بتغطيته... في مشهد حزين يعزون بعضهم ثم يحمل الأكبر الغالية بصعوبة، وهي على ركبتيها بجانب السرير، ويقول: عليك الرضا بقضاء الله  هيا بنا نخبر الأقارب والجيران...
في هذه الأثناء يظل الأصغر وزوجته بجانب بعضهما ينظران بحقد... والضوء مسلط عليهما وعلى سرير الشيخ الميت بعد انسحاب الأكبر وزوجته..
تقول زوجة الأصغر: هذه فرصتنا....
يقول الأصغر: نعم انتظرت هذا طويلا...
تقول : هل الأوراق جاهزة...
يقول: نعم وعليها توقيعه... لم يبق إلا بصمته... جعلته يوقعها منذ سنة لما وضعتها مع البريد دون أن يلاحظ...
قالت: جيد علينا أن نحفظ حقنا من أخيك وتلك العقرب... أسمعت الشيخ وهو يقول بأنه أوصى بالأرض والمصنع له...
يقول: لاحظت ذلك وكأنهما يتكلّمان بالإشارة...
تقول: عليك بالوصية هي تحت الوسادة... لا معنى لما سنقوم به دون حرقها...
يقول: لكنهما سمعاه لما قال هي تحت الوسادة...
     تقول: ومن يصدقهما، هو شيخ خرف في لحظاته الأخيرة... وسيُصبح معنا عقد بيع ممضي وعليه بصمته... بالشهود يمكنك بيع الأرض والمصنع ونخرج من هذه القرية التعيسة...
يقول: معك حق...
يتحرك بسرعة وبمساعدتها يرفعان الشيخ ويُخرجان الوصية... ودون أن يقرأ ما فيها يقوم بحرقها ... وهما يضحكان...
ويقول: لتتبخّر أحلامك يا أخي لن تأخذ شيئا....
ثم يُخرج من جيبه أوراقا ومحبرة ويقترب من الشيخ ويحمل يده ويجعله يبصم على الأوراق... وهي تقول: أسرع وتأكّد من مكان البصمة...
يقول: أعرف لا تقلقي في المكان المناسب...
تواصل: امسح اصبعه جيّدا كي لا يلاحظوا شيئا..
يقول: تدبّرت الأمر ... عندي سائل يغسل الحبر..
يقوم بغسل أصبع أبيه... ثم يحمل الأوراق وهو يقول لزوجته: علينا المغادرة قبل انتباههم... علينا الوقوف والتحضير للعزاء...
همّا بالخروج وهي تقول فرحة كلّها أيام ونصبح أثرياء.. هذا مالي وأبنائي...
مع موسيقى حزينة وضوء خافت ينتهي المشهد على سرير الشيخ...

العودة
Reactions:
author-img
الأدب والفن التفاعلي

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent