recent
أبحر معنا

مقامات الوهن العربي - تم الغزو

تم الغزو 

 

قلت: غيركم يبني وأنتم لما بنى أجدادنا هادمون، وهم على بلادهم ساهرون، وعلى سلامة مواطنيهم يحافظون، وأنتم لِلَحْمنا آكلون، أراكم وإن نُحتْتم من الصابون، فستظلون بالقذارة تتّصفون، قتلةٌ تقولون إنا محاربون، تبا لجنادب لإخوتهم يعذّبون... أسود بيننا .. إنهم يظنون، ومع الأعداء صغار يرتجفون، الأسد أسد أولا تعلمون؟ أم علينا أسود، ومع الأعداء نعام تنقلبون... أضحك لأنكم كَتْم أفواه الناس تحاولون، ولإخراسهم تسقوهم الضرب والأفيون، ولن تستطيعوا وستغرق بكم السفينة، فهل ستنجون..؟...
عودوا لرشدكم، لن يفيدكم ضربي و هؤلاء المساكين.
فقال: خذوهم إلى الزنزانة وسنكمل تعذيبهم بعد حين.
فقادونا إلى زنزانة طولها متران وعرضها متر لكل واحد منا، واغرقوا أرضها بالماء وجدرانها مليئة بالإبر والمسامير، وبقينا بها أيام  طعامنا  من قشور البطاطا وبعض الصراصير، ولما جاء الأسبوع الثالث قرروا الإفراج عنا مع الضرب والتحذير، فقد تمّ غزو العراق بخير والحمد للرب على قتل الآلاف بلا ضمير... ولم يكن لي بعد هذه الرحلة وغزو العراق، وسط ملايين المزامير، وتحطيم تمثال صدام الشرير... سوى العودة للجنة لبلادي... بلاد الأحبة وفراشي الدثير، حيث نقول ولا نُضرب، وإن هُمِّشنا فلا نغضب.

Reactions:
author-img
الأدب والفن التفاعلي

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent