recent
أبحر معنا

تاريخ مقيّد- انتقام مؤجل

 

انتقام مؤجل

https://www.litartint.com/2019/06/blog-post.html

 



لم يدم تمتعي بمنظر الطبيعة طويلا، فسرعان ما سمعت أصوات حوافر الخيول تجمل جنودا عرفت من أصواتهم أنهم من القبيلة... دخلت بسرعة إلى الكهف لكن بتعالي أصواتهم في الأسفل أدركت انهم جاءوا لأجلي، مؤكد أنهم اكتشفوا أمري.... حاولت سد مدخل الكهف لكن دون جدوى سرعان ما سمعت عشرات الجنود أمامه وبدأوا بإشعال النار في الخارج تركت المدخل وابتعدت داخل الكهف... مضى يومان وأنا في حالة فرار... لم أشأ إيذاء أحد، إلى أن جاء اليوم الذي كان لزاما عليّ القتال، فقد دخلوا خلفي بعد فتح الممر كنت أسمع أصواتهم ووقع أقدامهم من بعيد حتى أنني تمكنت من سماع همساتهم وأنفاسهم... لم يكن قتلهم بالأمر الصعب حتى أن بعضهم لم يشعر بي وأنا أمر بجانبه وأقطع رأسه... حملت جثثهم وعدت إلى مدخل الكهف ورميتهم أملا أن يعثر عليهم باقي الجنود ويخافوا ويتركوني بسلام... لكن ذلك لم يحدث فقد ازدادوا إصرارا على قتلي كنت أسمع أصواتهم أسفل الوادي، بعضهم كان يردد إنه الشيطان هذا ولد الملعون الذي قتلناه قبل سنوات.. علمت أن حربي بدأت للتو ولم يتركوا لي فرصة الاختيار... وأظن أن زمن الانتقام قد حان، كانت عيون أمي وهي تفقد الحياة تقول بذلك.... قبل صعودهم مرة أخرى كنت عند البوابة أنظر إليهم فقد قررت القتال... كانت معركة رهيبة عرفت حينها أن من أوجدني أودع فيّ قوى رهيبة، لم يستطع أكثر من خمسين جنديا الوقوف بوجهي سوى للحظات كانوا أرضا بجيادهم بعدها... هرب بعضهم وعرفت أنهم سيجلبون المساعدة فأنا أعرف تقاليد قبيلتي أخبرتني جدتي بذلك، لا يتركون ثأرا ولو قُتلوا جميعا....

(للتفاعل وإضافة مسارات نصية للقصة اضغط هنا وأرسل الرمز التالي مع الرسالة 04)

وهنا حدث ما لم أتوقعه فبعد يوم واحد عاد الجنود وهذه المرة معهم الزعيم وأبناؤه الأربعة هم من سني تقريبا كانوا جميعا مدججين بأسلحتهم وفؤوسهم القوية... وكانت أمي معهم أجل إنها هي قيّدوها وأحضروها، تكلّم زعيمهم وقال: أيها الشيطان قد أحضرنا زوجتك وستموت أمامك وبعدها ستلحقها إلا إن سلمتنا نفسك دون قتال...
أخبرتهم أنني لست الشيطان وأنني الولد الذي رميتموه في البئر...
احتار بعضهم وكذّبني الزعيم...
بدأت برمي الصخور على بعض الجنود ممن أرادوا الصعود... لم يتمكنوا من الصمود... لمحت العرافة من بعيد  ترقبني...
هنا جاءتني فكرة طلب المبارزة مع الزعيم فالتقاليد تقول أن الزعامة يأخذها الأقوى ولو فعلت ذلك سأصبح الزعيم... أخبرتهم بذلك فقال الزعيم: ومن يثبت انك ابن ... وأنك من القبيلة...
فقلت: بئر الآلهة سأخرج منه كما أدخلتموني وهنا سأكون ابن... وقد بعثت من جديد ويحق لي قتالك...
فقالت العرافة لو استطاع الخروج كما دخل يحق له القتال... لكن قبل قتال الزعيم عليك هزم عشرة من المقاتلين دفعة واحدة وبعدها يبدأ نزالك مع الزعيم...
قبلت بذلك: واشترطت أن يحافظوا على حياة أمي ...
انصرفوا إلى القبيلة... وكنت متأكدا من حيلهم... اتجهت في كهفي صوب الطريق الذي سلكته أول مرة قبل سنوات لم يكن الأمر صعبا فقد تعوّدت على المسالك والممرات تحت الأرض... وصلت أخيرا إلى مشارف قعر البئر كان الدخان يخرج من هناك ... عرفتهم الأوغاد أوقدوا النار كي لا أتمكن من الصعود... لكنني سأفعل وأول شيء سأقوم به هو إحداث فتحة كبيرة كي تسقط النيران في قاع الكهف والمياه الجوفية ستتكفل بالباقي....

كان الذهول باد على محياهم جميعا وأنا أخرج من بئر الآلهة سليما كنت أنتفض من الدخان خرجت لهم من بين الأنقاض والجثث المتفحمة بدأ الكثير يصرخ رعبا يظنون أنني الشيطان أو ابنه... وجدت الزعيم يتوسط الساحة الكبرى أمام البئر... أمي كانت مقيّدة لذات العمود الذي قيّدوها به قبل سنوات وإلى جانبها العرافة تضع السكين على رقبتها ومعها بعض الجنود... تكلّم الزعيم وطلب مني نزال عشرة من المقاتلين بمن فيهم أبناؤه... كان النزال عنيفا جدا لم أتوقّع أنهم بتلك القوة كانت فؤوسهم ورماحهم تتكسّر بعنف أمام سيفيّ القويين وأحيانا أحس بضربة من مطارقهم على ظهري لكني لم أتراجع كان مشهد أمي أمامي يدفعني للتخلص منهم سريعا فقد خفت أن تقتلها العرافة الشمطاء ، بدأت بقطع رأس أكبرهم سنا كانت لحيته طويلة جدا تذكّرت وجهه وأنا أقطع رأسه فهو من كان يجرني معهم بالسلاسل قبل رمي في بئر الآلهة كنت وقتها صبيا لم أقوى على مواجتهم لكن الآن حانت لحظة الانتقام كانت عيناه تنظر لي والشرر يتطاير منهما هتف الجميع لقطع رأسه وكأنهم يكرهونه، ارتعب التسع الباقون فيبدو أنه أقواهم وأكثرهم دربة على القتال، لم يصمد البقية طويلا فبدأت بقطع أطرافهم واحدا تلوى الآخرحاول أحدهم الفرار لكن الزعيم رماه برمح فأرداه قتيلا، فالمعركة حتى الموت... احتار الجميع في طريقة قتالي بل انا من احتار في نفسه فلم يعلّمني أحد، ربما هي السيوف التي وجدتها في الصخرة لعلها مسحورة وهي ما تساعدني على القتال استمر القتال وقتا طويلا حتى أنهك البقية وما زلت بكامل قوتي بدأت الأمطار تتهاطل والبرق يضرب في كل مكان، وصلت لأحد أبناء الزعيم قطعته نصفين بالسيفين معا هنا انتفض الزعيم وحمل رمحه ودرعه ودخل المعركة رغم أن ذلك مخالف للقوانين بدأ الجميع يهتف له وبدأت الطبول تضرب بقوة..

(للتفاعل وإضافة مسارات نصية للقصة اضغط هنا وأرسل الرمز التالي مع الرسالة 05)



كان هجومهم في ذات الوقت لكن رغم ذلك لم يصمدوا أمامي فقد حملت رمحا آخر وصرت أقاتل بكل أطرافي، كانت خطتي أن أقضي على الزعيم أولا فلو فعلت ذلك لانتهت المعركة وسيذعن لي البقية، لكن المقاتلين كانوا يحمونه بأجسادهم قطّعتهم ولم يتركوه، قتلت ابنه الآخر حينها أدرك انه هالك فحاول إعطاء الأوامر للجنود لرميي بالسهام لكنهم رفضوا فحاول الفرار فمنعوه فاتجه صوب أمي ووضع سيفه على رقبتها وقال عليك الاستسلام وإلا قتلتها ... 





صرخت بقوة وقطّعت من بقي في الساحة ورفعت السيوف عاليا كنت أنوي رميها ارضا كي أنقذ أمي لكن حدث ما لم أتوقعه فقد أصابني البرق بقوة ففقدت الوعي ولما أفقت وجدتني في بلادكم هذه، كنت أرى دياركم والانوار فيها مشعة حاولت الحصول على شيء أخبئ به يدي الاخرتين وجدت ما رأيتني أرتديه... تسللت بين الشوارع المظلمة إلى أن وجدتك وأولائك الرجال يريدون قتلك...
                                                                                                  الرجوع إلى الوطن المناسب
 العودة
Reactions:
author-img
الأدب والفن التفاعلي

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent