حول أدب الطفل التفاعلي
أدب الطفل هو كل ما يتم إنتاجه من أعمال أدبية فنية
وتوجيهها للأطفال لأغراض مختلفة (التربية التعليم التسلية التوجيه..)... ونجده
يشمل مختلف الأجناس الأدبية والفنية كالقصة والمسرح والشعر والفيلم.. ويحمل أدب
الطفل أهدافا خاصة وموجهة كما يشترط قواعد وضوابط ليناسب الفئات العمرية الموجه
إليها ليكون أكثر فعالية في التأثير.. كما يتمتع بخصائص محددة كالطرح المباشر
والأسلوب البسيط الخالي من التعقيد، ومراعاة القيم حسب المجتمع الذي ينتمي إليه
الطفل..
بدخول عصر الرقمنة عمل الكثير من الكتاب والمراكز
المختصة بأدب الطفل على إدخال التكنولوجيا وبرمجيات الحاسوب في تقديم أدب وفن خاص
بالطفل، وقد عملت هذه التقنيات على زيادة فعالية الأعمال المقدّمة وضاعفت تأثيرها
على الطفل خصوصا بما تحمله من علامات غير لغوية (الصورة الصوت الحركة..) وهي
مؤثرات حسية لها دور مهم في لفت الانتباه وتكريس قيم مختلفة عند الطفل الذي لم يصل
إلى مرحلة التجريد المطلق في عملية التعلّم (عبر اللغة) لهذا فإن الوسائط المتعددة
وما تحمله قدّمت خدمة جليلة لأدب الطفل وفنه وجعلته الأكثر تأثيرا، وعبر تتبع حركة
الأدب والفن الموجه للطفل عبر المنصات الإلكترونية يمكن العثور على العديد من
الأعمال حيث تختلف من حيث المحتوى والبناء وطريقة العرض والفئة المستهدفة، لهذا
على المتتبع لأدب وفن الطفل يجب أن يراعي اعتبارات كثيرة في عملية قراءة المشهد
يمكن حصر أهمها في الآتي:
1-
المحتوى وعلاقته بالفئة العمرية والقيم الاجتماعية
والدينية في بعض المجتمعات. فنجد مثلا أعمال موجهة للأقل من 12 سنة وأخرى أقل من 5
سنوات .. وهذا بناء على اعتبارات محددة يضعها مؤلف العمل ليناسب الفئة العمرية
الخاصة، كذلك القيم المحملة في المحتوى وضرورة تماشيها مع الاتجاه العام للمجتمع
الذي ينتمي إليه الطفل.
2-
البناء حيث يختلف حسب العمل
والهدف ومنه، فيتم استخدام برمجيات مختلفة ومنصات كثيرة منها مثلا اليوتوب الأكثر
انتشارا خصوصا لما يكون العمل على شكل فيديو، كذلك المدونات لما يكون العمل على
هيئة مجلات مصوّرة وغيرها من المنصات، حيث يتم تحضير العمل عبر الجهاز ببرمجيات
خاصة تناسب المحتوى ثم يتم التجميع وطرح العمل عبر الشبكة.
3-
طريقة العرض في الأدب والفن التفاعلي الموجه إلى الطفل
تختلف حسب الهدف والمحتوى فيمكن جعلها سلبية عبر النسق السلبي من النص المفرّع حيث
يُسمح للطفل بالدخول والتجول في العمل بشكل حر عبر الروابط التشعبية لكنه لا
يستطيع أن يضيف شيئا فيكتفي بالإبحار في العمل بشكل شبكي، ونجد هذا في العديد من
التطبيقات التعليمية أو الترفيهية أو الفنية الموجهة إلى الطفل.. لكن عبر تطور
التقنيات وضرورة إشراك الطفل في عملية البناء النصي ذاته قمت بوضع روابط خاصة تسمح
للطفل بالمشاركة في عملية البناء النصي وإبداء رأيه في العمل وهذا من خلال تجربتي
في أدب الأطفال التفاعلي. ويتم توجيه العمل إلى فئات عمرية مختلفة ثم نستقبل
مشاركاتهم التفاعلية ونضمنها النص في ما بعد..
عبر تجربتي يمكن للطفل الدخول إلى موقع المدونة على
الرابط:
أو تحميل التطبيق من متجر بلاي على الرابط:
اسم البرنامج: الأدب والفن التفاعلي. litartint.com
ومنه إلى قسم أدب الطفل:
يجد في هذا القسم شرحا تفصيليا لعملية القراءة(الشرح ليس
موجها للطفل حصرا بل للدراسين)
كما يجد تجربة أولى في القصة الموجهة إلى الطفل وهي قصة
العقرب.
بعد الضغط يبدأ في عملية القراءة والتفاعل حيث تسمح له
المنصة بالقراءة الحرة كما تقدّم له روابط مختلفة تجعله ينتقل عبر طبقات القصة،
ومن جهة أخرى توجد روابط تسمح له بإضافة مسارات للحكاية أو تعديلها بشكل حر، كما
تحتوي القصة على الكثير من الوسائط غير اللغوية التي تقدّم بعدا حسيا إضافيا إلى
القصة وتجذب الطفل أكثر. أما من ناحية القيمة فالقصة تقدّم صورة على التضحية والتفاني
من أجل الآخرين حيث تروي حكاية شاب اسمه (يوبا- العقرب) وهو شاب أمازيغي بأربعة
أيدي عاش في الجزائر قبل 7000 سنة قبل الميلاد وهو من قبيلة يفرا قبيلة محاربي الأطلس.. وهي إحدى القبائل الأمازيغية
التي عاشت الجبال في تلك الفترة، وكان سكانها قطاع طرق يتمركزون بين الجبال، لا
يشتغلون بشيء غير الإغارة على القوافل ونهب المدن المحيطة حتى اعتبرهم الجميع
وحوشا لا بشرا... ربّته أمه وجدته لأبيه في قبو بيتهم لمدة عشر سنوات بعيدا عن
أعين القبيلة كي لا يقتلوه لأنه بِعَاهة.. لما اكتشفوا أمره قاموا برميه في بئر
الآلهة وأحرقوه لكن قوته جعلته يعيش تحت الأرض سنوات قبل أن يكتشفوه مرة أخرى وبعد
معركة ضارية استخدم فيها سيوفا وجدها تحت الأرض انتقل في الزمن إلى زمننا في القرن
21م وهنا تعرّف على ديهيا وهي صحفية محقّقة..
يساعدها في التخلص من عصابة الأسلحة، ثم ينتقل معها إلى الطاسيلي حيث يسمع صوت نداء
من أحد الكهوف لتبدأ المغامرة الحقيقية في القضاء على الشيطان وأتباعه في المدن
المنسية... وعددها سبع ممالك ولها قصة في الزمن البعيد حيث عاشت الممالك السبع على
هذه الأرض وكان يحكمها الملك الأبيض وزوجته وله سبع أولاد يحكم كل ممكلة ولد منهم،
واحتفظ هو بعاصمة الممالك والقصر العظيم، كانت أمم كثيرة تعيش في هذه الممالك
والكل يعيش بسلام وخير وسعادة، إلى أن بدأت المياه تغزو كل الممالك، وصار خطر
الانقسام والتفكك واقعا، بحث الملك الأبيض على حلول لكن دون جدوى، إلى أن جاءه من
يمدّه بفكرة شيطانية، إنه الشيطان الأسود الذي عرض عليه أن يدلّه على بوابة في
الجبال يمكنه عبرها نقل الممالك بما فيها إلى بُعْد آخر فلا تتضرر بالمياه ولا
تنقسم، وهذه البوابة لن تفتح إلا لمن كان قلبه نورا كالملك الأبيض، وقرر أن يقدّم
له المساعدة مقابل أن يجعله مستشاره ويسمح لبعض أتباعه بدخول أراضي الممالك معهم
عبر البوابة.
حاول مستشارو الملك تحذيره فالشيطان الأسود من قوم مغضوب
عليهم وغير مرحب بهم في الممالك لاستخدامهم السحر والشر، لكن الملك لم يملك خيارا،
فإنقاذ الممالك كان هدفه الأول، قبِل بعرض الشيطان، دلّهم الشيطان على البوابة
واستطاع الملك الأبيض فتحها لتنتقل كل الممالك إلى البعد الآخر بمجرد انتقاله هو،
فكلها مرتبطة به. بعد انتقال الممالك غمرت المياه الأرض وانقسمت إلى جزر كبيرة
عائمة هي قاراتكم اليوم، أما الملك الأبيض فعُزل عن عالمكم تماما ولم يسمح له ولا
لأي شخص من الممالك عبور البوابة، فالشيطان لم يخبرهم بأنها ممر في اتجاه واحد
لهم، حزن كثيرا لأنه توقع أن يعود ولو بعد زمن بممالكه إلى الأرض بعد استقرارها،
لكن الأمر لم يحدث، في الأخير رضي بالواقع، خاصة أن الأرض الجديدة آمنة وبها خيرات
كثيرة ولا تختلف عن الأرض التي نعيش فيها، بعد زمن من استقرارهم طلب الشيطان من
الملك الوفاء بوعده، والملوك لا تخلف وعدا، فأصبح الشيطان مستشاره، وبعد فترة سمح
لبعض أتباعه بالدخول، وهنا بدأ تنفيذ خطته، فقد قتل أتباعه أبناء الملك وعندما
أراد الملك طرد الشيطان، قتل الشيطان الحراس المقربين من الملك وأراد قتله لكن
هالته البيضاء حمته هو وزوجته، ولم يستطع الشيطان قتله فاكتفى بسجنه في أعلى
السحاب الأبيض، هي المنطقة الوحيدة التي بقيت فيها حالة النور في المدن المنسية،
بعدها حكم هو وعصابته الممالك وبدّل في كل شيء فيها حيث تحوّل الناس إلى مسوخ...
ولحسن حظهم أن هناك أمل في نجدتهم فقبل أن يتم سجن الملك الأبيض حمل سيوف أبنائه
السبعة المقتولين وقام بكل قوته برميهم خارج البوابة ليصل كل اثنين إلى عصر من
العصور وأرض من الأراضي ولن يلاقي السيفين إلا بطل نقي القلب، يفتح له الملك
الأبيض المجال، لعله يُنقذ الممالك ويقضي على الشيطان وأتباعه. ...يصل العقرب وهو رقم
سبعة وينتقل عبر الممالك في قصص مختلفة مع كل شرير إلى أن يقضي على الشيطان
بمساعدة سكان الممالك..... وفي الأخير يصبح يوبا العقرب البطل المغوار ينتقل إلى
كل مكان للقضاء على الشر...
هناك تفاصيل كثيرة في القصة وهي مدعمة بالصور والفيديو
حيث قمت بتعديل فيديوهات كثيرة بما يناسب الحدث وتكون أكثر جاذبية للطفل والقصة
موجهة للأطفال +12 سنة. كما تنتظر القصة إنتاجا آخر من إحدى الشركات المتخصصة
بالكارتون لتكون الشخصيات حصرية. وداخل القصة نجد مسارات كثيرة للحدث كما تمنح
الطفل إمكانات المشاركة والتعديل...