المذكرات الصفحة 39
قصة محزنة، الخيانة لا وجه لها، بلا ملامح لأنها متشابهة في الألم، مهما اختلفت التفاصيل جرحها واحد... هذا الرجل مأساة، أنساني محنتي، أمامه أنا لا أساوي شيئا، وهذا أمر حقيقي وفعلي فهو رجل مناضل، وأنا إنسان عربي تافه، رقم من الأرقام، لا أعرف أصلا معنى ومفهوم النضال فقط شاهدته في بعض الأفلام التي تحكي قصصا تبدو لي من الخيال، ربما لا ذنب لي في أنني أعيش بلا هدف أو هدف وهمي، فهذا ما أراده لي النظام العالمي الجديد ورضيت به حكومتي... إنسان يعيش الخيال يستهلك الماضي ويلعن الحاضر، يقيم دولا في أحلامه وهو لا يستطيع صناعة إبرة، بل لا يمكنه المحافظة على نظافة الحمامات في الأماكن العمومية، الشعب الذي لا يعرف كيف يدخل الحمام لا يستحق أن يعيش على كوكب الأرض... هكذا أرادونا، الرجل معه حق، لكنه مات بلا ثمن... هل يستطيع الشعب ارجاع حقه، لا أظن، فأنا عيّنة عن هذا الشعب أنا الأكثر سلبية أعيش منذ زمن كالصفر إلى اليسار لا معنى لوجودي كالكثير من الشباب...